الخميس، 4 نوفمبر 2010

إعلانات الضعف الجنسي تستفز قدرات الرجال




أكثر ما يدمر نفسية الرجل هو تفكيره في احتمال عجزه الجنسي أو فشله مع زوجته، فالرجل يعشق أن يكون فارس امرأته المغوار، لذا تجد العريس قبل الزفاف بأيام قليلة يشحن جسمه بمختلف أنواع فواكه البحر والأسماك ليشع فسفور وتنبهر العروس بفحولته .

هاجس العجز الجنسي أصبح يزعج الكثير من الرجال في مختلف الأعمار، خاصة وأن أطباء الذكورة يؤكدون أنه لا يقتصر على من تجاوزا الأربعين فقط بل أصبح ملموساً بعد الثلاثين والخامسة والثلاثين، كما أنه يصيب بعض الشباب قبل وصولهم إلى الثلاثين بسبب عوامل عديدة .

ما هو العجز الجنسي؟

يعرّف الاختصاصيون العجز الجنسي الدائم أو المتكرر لدى الرجل، بعدم الوصول إلى مستوى الانتصاب المطلوب أو الحفاظ عليه بما يكفي لأداء العملية الجنسية بشكل مقنع وطبيعي.

وقد أفاد تقرير الاجتماع السنوي لجمعية المسالك البولية لعام 2003 والذي ناقش أحدث التجارب الدولية في مجال معالجة العجز الجنسي عند الرجال، بأن ما يقارب 152 مليون رجل في العالم يعانون من مختلف أشكال العجز الجنسي بينهم 30 مليون شخص في الولايات المتحدة نصفهم تقريبا ممن تجاوزوا سن الأربعين وبواقع واحد من بين رجلين في هذه الفئة العمرية يعاني من الضعف الجنسي. ومن المتوقع، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط "، أن يتضاعف هذا العدد إلى أكثر من 322 مليون رجل بحلول عام 2025 .

وبالرغم من كبر حجم هذه المشكلة عالميا، إلا أن 80 ـ 90% من المصابين لا يفصحون عن حالتهم ويعانون بصمت من الضعف الجنسي وما يمكن أن يترتب عنه من ضغط نفسي وحالات طلاق وتفكك أسري.

إعلانات الوهم

يظل عجز الرجال الجنسي حبيس جدران غرفة النوم، فرجال الشرق الأوسط يحملون قوتهم الجنسية فوق كرامتهم، ونظراً لقصر الثقافة لديهم فهم يعتبرون الحديث في هذا الأمر يهين كرامتهم ويقلل من رجولتهم، وبالتالي لا يفكر الكثيرون في زيارة الطبيب المختص .

هنا يأتي دور التلفزيون الذي يقدم الحل السحري في كبسولات زرقاء رافعاً شعار "القوة في الصلابة"، ناهيكِ عن الإعلان الذي انتشر في الفضائيات وترتدي فيه حسناء لباس نوم أسود سائلة زوجها وهو يفر منها واضعاً رأسه في الأرض فتتهكم عليه قائلة : " خارج نطاق الخدمة برضه " بالإضافة إلى تعبيرات بذيئة كثيرة، ليأتي الحل في النهاية باسم الكبسولة المنشطة جنسياً .

كذلك لم تقف الصحف مكتوفة الأيدي بل اقتحمت الأبواب المحرمة لغرف النوم، لتقدم إعلانات أدوية الضعف الجنسي، ومن أشهر هذه الإعلانات، حسب ما ورد بصحيفة الشرق الأوسط :

"ال........ هو أقوى مستحضر طبيعي للضعف الجنسي والعقم للرجال والنساء أيضا، منشط طبيعي وأنت الحكم"، وهناك إعلان آخر يقول "لأول مرة في مصر والعالم العربي منتجنا............ طبيعي من خير الطبيعة فقط وليس له آي آثار جانبية وبتوليفة جديدة ستقول معها وداعا لكل مشاكلك الزوجية" أما إكسير....... فيقول: لزيادة الوقت ـ للقوة ـ للكفاءة، ومعنا راقب إحساسك بالتغيير الايجابي الذي سيسعد حياتك بالتأكيد !". وينوه الإعلان إلى أن الحجز مسبقا ضروري قبل الشراء نظرا للإقبال الكبير والشديد ! والمزيد والمزيد من الإعلانات التي تملأ الصحف المصرية بلا مواربة أو أقنعة مثل إعلان آخر يقول: "تخلص من الضعف الجنسي في ثوان معدودة مع جهاز............. الذي يصل مصر لأول مرة" .

أما الإنترنت وثورة الاتصالات فكان لها دور أيضاً في الترويج لمثل هذه الإعلانات فتجد إعلانات على مواقع ساقطة أو منتديات تعدك بزيادة الطول والعرض من أجل قوة أكبر واستمتاع أكثر .

لقد وصل الأمر إلى التحايل على المريض باسم التداوي بالأعشاب ويكتب بذلك منشورات وتوزع في الشوارع المصرية على الرجال والنساء والمراهقين أيضاً، كل ذلك غالبية المرضى الرجال لا يقبلون العرض على الطبيب .

الوهم الجنسي

كأن الشعب العربي لم يعد يفكر إلا في الجنس، صحيح أن النجاح والتوافق في العلاقة الحميمة يؤثر على استقرار الأسرة إلا أنه لا يجب الرجوع إلا لمتخصص بعيد عن شبهات النصب والاحتيال باسم الجنس .

فالنصابون ذاعت شهرتهم باسم العلاج من الضعف الجنسي، لقد قامت لجنة من وزارة الصحة المصرية وإدارة العلاج الحر بغلق 25 عيادة من عيادات الضعف الجنسي وعلاج عقم الرجال بعد أن فوجئت الوزارة بعدد كبير من الشكاوى من عدد من المواطنين بوقوعهم ضحايا إعلانات وهمية لتلك العيادات التي ادعى أصحابها قدرتهم على تحويل الرجال إلى الفحولة الجنسية وعلاجهم من الضعف الجنسي وقدرتهم على إجراء عمليات جراحية لمرضى العجز الجنسي بزرع أعضاء تعويضية لهم. وتبين أن أصحاب هذه العيادات من غير المؤهلين علميا، وأنهم اتخذوا من الإعلانات في الصحف وسيلة لجذب زبائنهم والنصب عليهم والحصول على أموالهم دون الحصول على ترخيص من وزارة الصحة أو نقابة الأطباء.

الفارق بين الفحولة والخصوبة

في هذا الصدد يقول الدكتور سمير عبد الرازق "أستاذ أمراض الذكورة والعقم: علينا أن نفهم جيدا الأول أن (فحولة) الرجل، أي قدرة الرجل على الانتصاب علميا لا علاقة لها بأي حال من الأحوال بالإخصاب والقدرة على الإنجاب، فهناك كثيرون يربطون بين الكفاءة الجنسية والقدرة على الإنجاب والخصوبة وهذا أمر شائع جدا بين الناس لذا لزم التنويه، حيث أن العقم أو نقص الخصوبة لا علاقة له أبدا بقدرة الرجل على إقامة علاقة جنسية ناجحة مع زوجته، فقد يكون ذا قدرة عالية لكنه لا يستطيع الإنجاب لمشاكل عديدة معظمها عضوي.

ويضيف دكتور سمير: كما أن هناك أيضا أسبابا نفسية تكون سببا مباشرا لعدم الإنجاب، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن هناك علاقة طردية بين الحالة النفسية والوجدانية وعدم القدرة على الإنجاب، حيث أن المشاعر السلبية كالاكتئاب والغضب والحزن والقلق تؤثر سلبيا بشكل مباشر على القدرة على الإنجاب، فهذه المشاعر المضطربة تؤثر مثلا على افرازات عنق الرحم عند المرأة كما تؤدي للتقلصات في عضلات الجسم مثل جدار قناة فالوب مما قد يؤدي لانسدادها في بعض الأحيان.

ويلتمس الدكتور سمير لأصحاب المشاكل الإنجابية أسبابا نفسية وصلوا إليها بسبب ظروف كثيرة فيقول: إن ضغوط الحياة اليوم والمشاكل الكثيرة التي تحاصر الإنسان لعل أهمها المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وظروف المعيشة الصعبة من أهم أسباب التوتر المستمر الذي يعيش فيه الفرد، ويفجر الدكتور سمير مفاجأة من العيار الثقيل حين يؤكد أن رواد العيادات الطبية الآن من الشباب !! وليس من كبار السن كما كان متعارف عليه سابقا، فالشباب من سن 30 إلى 40 سنة هم الذين يمثلون النسبة الكبرى ممن يعانون من المشاكل الجنسية وهذا يبين حجم المشكلة الفعلية لهم ! ومع ذلك علينا أن نتحلى بالإيمان والصبر والمعرفة أيضا لإيجاد الحلول المنطقية للتغلب على هذه المشاكل، فالجهل يجعل المرء عبدا للهواجس والجري وراء الإعلانات الوهمية مما يفقده استقرار حياته للأبد.

إذن العقم أو عدم القدرة على الإنجاب يختلف تماما عن الضعف الجنسي، أو بمعنى علمي عدم القدرة على الانتصاب الطبيعي، فالضعف الجنسي في حد ذاته له العديد من المسببات لعل أهمها أيضا العوامل النفسية غير المريحة والتي تسبب التوتر والقلق، فالعلاقة الزوجية علاقة شديدة الخصوصية وتحتاج لحالة مزاجية معينة
بالإضافة للاسترخاء والبعد عن أي توتر من الممكن أن يؤثر سلبا على هذه العلاقة.

أسباب نفسية !

أما الدكتور محمد عبد القادر أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية، يشير إلى دراسة أجراها قسم الذكورة والعقم بطب القصر العيني تؤكد أن 30% ممن يعانون من الضعف الجنسي في مصر تصنف أسبابه على أنها أسباب نفسية !!

ويعرّف الضعف الجنسي القائم على أسباب مفاجأة وغير متوقعة بأنه ضعف جنسي مؤقت أو أولي وهذا الضعف لا يحتاج للعلاج الطبي في كثير من الأوقات، لأنه يزول بزوال المؤثر السلبي، ومن هذه المؤثرات السلبية مثلا التوتر، القلق، المشاحنات الزوجية، هموم العمل والحياة بشكل عام وهذا الضعف يتمثل في عدم قدرة الزوج على الانتصاب عمليا أو إذا حدث ذلك فإن سرعة القذف هي أول ردة فعل للتخلص من الموقف بسبب الحالة النفسية المتوترة.

كما أثبتت الكثير من الدراسات أنه من بين الأسباب الرئيسية للاضطرابات الجنسية عند الرجال سرعة القذف‏ ويكون للسيدات ‏(الزوجات‏)‏ دور كبير في حدوثها وإحداث فتور في الرغبة الجنسية أيضا لدى الرجل‏ بسبب المشاكل الزوجية في الغالب، وقد جاءت‏ نتائج الدراسات الخاصة بمشكلات الرجال كالتالي‏:‏ القذف السريع يحدث في‏29%‏ من الرجال، التوتر من العملية الجنسية في‏17%‏، عدم الرغبة في الجنس ‏16%‏، عدم القدرة علي بقاء الانتصاب ‏11%‏، عدم القدرة على الوصول للشهوة ‏8%‏، عدم الاستمتاع بالجنس ‏8%‏، الإحساس بآلام أثناء الجماع ‏3%.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق