الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

وخذلناهم......!


في سوريا جرح لم يندمل، وألم يعصر القلب، ما زال مسلسل الدم والقتل والتصفية مستمر، مع مباركة من العالم أجمع، لم يستطع أحد أن ينصرهم، لا دولة عظمى، ولا مجلس أمن، ولا حتى دول عربية، ومنذ متى كانت الدول العربية تنصر الشقيق، ومنذ متى كان مجلس الأمن منصفاً، ومنذ متى كانت الدول العظمى تنتصر لما سوى مصلحتها، الأكيد أن سوريا ما زالت تنزف، والعالم كله يبارك هذا النزف.

في بورما أيضاً هناك دم طاهر مستباح، يقتل بشر ما ذنبهم إلا أن قالوا ربنا الله، تستباح حرمتهم، ولا يوجد من ينصرهم أو ينتصر لهم، ثمان ملايين مسلم مشردين ليس لهم الحق في المواطنة، وليس لهم الحق في الحصول على الطعام والشراب، بل حقهم الوحيد للنجاة من الموت أن يعملوا بدون مقابل، بل يدفعون ثمن طعامهم وشرابهم، كل هذا والعالم أجمع في صمت رهيب، وكأنهم مؤيدون لكل ما يحدث، أستباحة للدماء والأموال والأعراض، ومع ذلك يختلف المسلمون في هل مشاهدة مسلسل عمر حلال أم حرام؟.
هل العالم أصم لا يسمع؟، أم أن المسلمين هم من لا يحسنون رفع الصوت، فليس لهم حق في النظال، ليس لهم حق في نصرة العقيدة، لم يسلبهم أحد هذا الحق بل هم تخلو عنه بأنفسهم، أعجبهم رغد العيش، وأستمراء الذل والهوان، هذه فلسطين منذ قرون وهي تحت البطش الصهيوني ومع ذلك لم ينتصر لها أحد، أهلها في ضيم ورباط، ومع ذلك جميعنا صامتون عنها.
ليس للمسلمين من وال ينتصر لهم، وليس لهم الحق في التعبير أو الحديث، بينما ينتصر البوذي لأخيه، والمسيحي لقسيسه، واليهودي لرهبانه، ونحن لا نجيد إلا الحديث على منابر المساجد، لا نعرف من الإنتصار لأخواننا إلا الدعاء.
أليس للمسلمين من حق في منظمة تنصر لهم، وتجبر العالم أجمع على الرضوخ لأصواتهم، وإجبار الدول الظالمة الفاسقة على إعطائهم حقوقهم كاملة، هاهم المسيحيون في كل مكان في العالم، وفي دول هم فيها قلة، ومع ذلك تمنح لهم الحقوق، بينما المسلمون لا أحد يطالب لهم بحق.
رسوب دوبلوماسيتنا أمام كل ما يحدث في دول تشاطرنا العقيدة والفكر، وشعب يرى أننا أحفاد الصحابة والأحق في الإنتصار لهم، وإجبار العام أجمع على عدم بخس حق من يؤمن بالله رباً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا.
جراح تنزف في كل مكان، ونحن صامتون، نرى الجرح ونزيده إيلاماً، نرى همومهم ونزيدها جوراً، بالسكوت على الظلم الواقع عليهم، ترى متى تصل وامعتصماه إلى أسماعنا. 

محمد المخلفي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق