احبتي الكرام!!
((يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة ))V
قالها النبي وهو بين أصحابه، فاشرأبت الأعناق وحدقت الأبصار،
لترى من هو المبشر بروح وريحان، وربٍ راضٍ غير غضبان،
فإذا به رجل من أصحاب النبي عليه السلام، لا يعرفه إلا القليل.
وغابت الشمس ذلك اليوم، لتشرق مع صباح الغد القريب،
فيقول النبي عليه الصلاة والسلام قولته البارحة
: ((يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة ))، وإذا بالرجل ذاته.
وفي اليوم الثالث يكرر المصطفى بشارته فيطلع هو، فمن ذلك الرجل؟
ولماذا حظي بالبشارة بالجنة من فم النبي عليه الصلاة والسلام،
الذي لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى،
ولماذا شهد له النبي عليه السلام بالفوز والفلاح على مرأى ومسمع من أصحابه؟
ولماذا كان الأسلوب فريدًا, والعرض مشوقًا؟
فبينما هم في المسجد، والسكون يحتويهم وهم يرقبون كلمة نور وهدى،
يتحرك بها لسان المصطفى ، لبيان حكم، أو تبليغ آية،
أو وصاية بأدب, إذا به يقول:
((يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة )).
فلا تسل عما احتوى القلوب من الرجاء أن لو كانت هي ذلكم الطالع،
وما ملأ النفوس من معاني الإكبار والإعظام لذلك الرجل المبشَّر بالنعيم المقيم
، والفوز الذي لا يعقبه خسارة, والخلود الذي ليس وراءه فناء أو زوال.
ليس المهم من هو, ولكن الأهم لماذا بُشِّر؟ وما عمله الذي بلّغه تلكم المنزلة، وأوصله ذلك الشرف؟
وبينما هم يرقبون باب المسجد في شوق إذ طلع رجل
من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علّق نعليه بيده الشمال.
فلما قام النبي تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني لاحيت أبي ، فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت، قال: نعم.
قال أنس رضي الله عنه فكان عبد الله يحدث:
أنه بات معه تلك الثلاث الليالي, فلم يره يقوم من الليل شيئًا،
غير أنه إذا تعارّ ـ تقلب على فراشه ـ ذكر الله عز وجل، وكبّر حتى يؤذَن لصلاة الفجر.
قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مضت الثلاث الليالي،
وكدت أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة
، ولكن سمعت رسول الله يقول لك ثلاث مرات:
((يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة ))،
فطلعت أنت الثلاث المرات، فأردت أن آوي إليك،
فأنظر ما عملك فاقتدي بك فلم أركَ عملت كبير عمل،
فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ، قال: ما هو إلا ما رأيت،
فلما وليتُ دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني
لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشًا ولا أحسد
أحدًا على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك. رواه أحمد في مسنده
نعم هذه هي التي بلغت به تلكم المنزلة، فرفعت قدره، وأعلت شأنه،
فها هو ذا يسير بين الناس، بل بين أفضل الناس، يُشار إليه بالبنان:
أن هذا الموعود بالنعيم والرضوان.
لم يكن طويل القيام والصلاة، قد يُحتقر عمله ويستقل،
ولكنه كان يحمل قلبًا طاهرًا، طهارة الماء العذب الزلال،
نقيًا، نقاء الثلج والبرد مشرقًا بنور الإخاء والمحبة،
ساطعًا بضوء السلامة وحب الخير للناس، سليماً من الحقد والغش والحسد.
من سلم قلبه للمؤمنين، طاب حديثه والحديث معه،
وأنس به الجليس، تحبه النفوس، وتشتاق إليه الأرواح والقلوب،
طيّب المعشر، لينٌ متواضع، بَرٌ رحيم، عطوف كريم
((يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة ))V
قالها النبي وهو بين أصحابه، فاشرأبت الأعناق وحدقت الأبصار،
لترى من هو المبشر بروح وريحان، وربٍ راضٍ غير غضبان،
فإذا به رجل من أصحاب النبي عليه السلام، لا يعرفه إلا القليل.
وغابت الشمس ذلك اليوم، لتشرق مع صباح الغد القريب،
فيقول النبي عليه الصلاة والسلام قولته البارحة
: ((يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة ))، وإذا بالرجل ذاته.
وفي اليوم الثالث يكرر المصطفى بشارته فيطلع هو، فمن ذلك الرجل؟
ولماذا حظي بالبشارة بالجنة من فم النبي عليه الصلاة والسلام،
الذي لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى،
ولماذا شهد له النبي عليه السلام بالفوز والفلاح على مرأى ومسمع من أصحابه؟
ولماذا كان الأسلوب فريدًا, والعرض مشوقًا؟
فبينما هم في المسجد، والسكون يحتويهم وهم يرقبون كلمة نور وهدى،
يتحرك بها لسان المصطفى ، لبيان حكم، أو تبليغ آية،
أو وصاية بأدب, إذا به يقول:
((يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة )).
فلا تسل عما احتوى القلوب من الرجاء أن لو كانت هي ذلكم الطالع،
وما ملأ النفوس من معاني الإكبار والإعظام لذلك الرجل المبشَّر بالنعيم المقيم
، والفوز الذي لا يعقبه خسارة, والخلود الذي ليس وراءه فناء أو زوال.
ليس المهم من هو, ولكن الأهم لماذا بُشِّر؟ وما عمله الذي بلّغه تلكم المنزلة، وأوصله ذلك الشرف؟
وبينما هم يرقبون باب المسجد في شوق إذ طلع رجل
من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علّق نعليه بيده الشمال.
فلما قام النبي تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني لاحيت أبي ، فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت، قال: نعم.
قال أنس رضي الله عنه فكان عبد الله يحدث:
أنه بات معه تلك الثلاث الليالي, فلم يره يقوم من الليل شيئًا،
غير أنه إذا تعارّ ـ تقلب على فراشه ـ ذكر الله عز وجل، وكبّر حتى يؤذَن لصلاة الفجر.
قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مضت الثلاث الليالي،
وكدت أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة
، ولكن سمعت رسول الله يقول لك ثلاث مرات:
((يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة ))،
فطلعت أنت الثلاث المرات، فأردت أن آوي إليك،
فأنظر ما عملك فاقتدي بك فلم أركَ عملت كبير عمل،
فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ، قال: ما هو إلا ما رأيت،
فلما وليتُ دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني
لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشًا ولا أحسد
أحدًا على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك. رواه أحمد في مسنده
نعم هذه هي التي بلغت به تلكم المنزلة، فرفعت قدره، وأعلت شأنه،
فها هو ذا يسير بين الناس، بل بين أفضل الناس، يُشار إليه بالبنان:
أن هذا الموعود بالنعيم والرضوان.
لم يكن طويل القيام والصلاة، قد يُحتقر عمله ويستقل،
ولكنه كان يحمل قلبًا طاهرًا، طهارة الماء العذب الزلال،
نقيًا، نقاء الثلج والبرد مشرقًا بنور الإخاء والمحبة،
ساطعًا بضوء السلامة وحب الخير للناس، سليماً من الحقد والغش والحسد.
من سلم قلبه للمؤمنين، طاب حديثه والحديث معه،
وأنس به الجليس، تحبه النفوس، وتشتاق إليه الأرواح والقلوب،
طيّب المعشر، لينٌ متواضع، بَرٌ رحيم، عطوف كريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق