حكاية الشيخ الصوفي والمرأة الذكية
يحكى أن رجلاً من مشايخ الصوفية مر بخراسان يوماً ، فبينما هو قاعد في
المجلس والناس من حوله ، إذ أغمض عينيه وأعرض بوجهه. فسألة بعض الحاضرين من
المعجبين به: لم فعلت ذلك يا مولانا؟ فقال: إن امرأة من نساء بغداد نزلت
تستقي من مياة دجلة ، وقد كشفت عن ساقيها ، فأعرضت عنها حياء من الله
وورعاً ، فصدقه الحاضرون ، مع العلم ، أن المكان الذي هم فيه يبعد عن نهر
دجلة مسافة بعيدة. ثم إن أحد هؤلاء الرجال ذهب لبيته ، شارد الذهن ، وقابل
زوجته وهو يثني على هذا الشيخ الصوفي الذي إستطاع بقوة إيمانه ، أن يخترق
الحواجز وينظر إلى المرأة التي تستقي من نهر دجلة.فقالت له زوجته:
ادع هذا الشيخ غداً إلى طعام الغداء عندنا ، حتى ننال به الأجر والثواب.
وفي اليوم التالي أسرع هذا الرجل يدعو الشيخ وبعض أتابعه إلى الغداء عنده.
ولما حضروا جهزت المرأة لكل واحد من المدعوين صحناً فيه الأرز وبعض اللحم.
ووضعت أمام الشيخ صحناً مملوءاً بالأرز ووضعت تحت الأرز دجاجة مطبوخة ،
بحيث لم يظهر منها شيء. وعندما تقدموا للأكل نظر هذا الشيخ إلى صحنه ، فلم
يجد أثراً للحم ، فتأفف وتذمر وأعتبر أن ذلك إهانة له ، واحتقاراً لعلمه
وازدراء بالعلماء.وكانت الزوجة أرادت أن تختبره وترى مصداقية ما سمعت من
زوجها ، وعندمت وضعت الطعام وقفت خلف الستار تراقب الشيخ ، ولما رأت منه
هذا التصرف المزري ، تقدمت إلى الصحت ونبشت الدجاجة من تحت الأرز ، وقالت
للشيخ: الذي يستطيع أن يرى المرأة عن بعد آلاف الأمتار في دجلة ، يعجز أن
يرى الدجاجة تحت الأرز في صحنه؟ فوالله لن تذوقها. وخطفت الصحن من أمامه ،
فقام الشيخ خجلاً ، وخرج بعدما تبين للحاضرون كذبه وخداعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق