الأحد، 20 مارس 2011

نبذة عن القات

نبذة عن القات :-
يعـتبر القـات ( Catha Edulis) نباتاً من فصيلة المنشطات الطبيعية ، ويعد من أقدم النباتات المخدرة في العالم وإن كان أقل شهـرة مـن غيره ، نظراً لأنه لا يعرف في البلاد المتقدمة , ويقتصر استعماله على مناطق معينة من بلاد العام الثالث.
وينتشر القات على نطاق واسع في كل من الصومال وجيبوتي وأرتيريا واثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب أفريقيا واليمن ، كما وجد القات في أفغانستان وتركستان.
و تزرع شجرة القات عادةً على المرتفعات الجبلية والهضاب الرطبة البالغ ارتفاعها (800م) من سطح البحر ويصل طول الشجرة ما بين 2- 4 م نظراً لتقليمها المستمر ، وقد يصل طول الشجرة إذا تركت بدون تقليم إلى 25متراً ، وتعتبر شجرة القات من النباتات المعمرة دائمة الخضرة .
وأوراق القـات هي الجـزء المستهلك من النبات ، وطول الورقة عادة  من 0.5 -12.5 سم ،  وعرضها من  1 – 5 سم ، وهي ذات عنق طوله 3-10 ملم ، والأوراق ذات القمة الحادة التي تحمل اللون البني المحمر هي الأكثر تفضيلاً للمستهلك، ويعرف القات ويستعمل أساساً كمنبه ، فكلما كانت الأوراق غضة وعصيرية زاد الأثر المنبه لها.

لمحة تاريخية عن القات:-
يُعتقد بأن القات كان معروفاً منذ العصور القديمة في شرق أفريقيا ، وقد ذكر المؤلف الإغريقي هومر بأن الإسكندر الأكبر قد أمر جيشه باستعمال القات للعلاج من الوباء الذي اجتاح الجيش ، كما أن المؤلف نجيب الدين السمرقندي ذكر في كتاب الأقربازين الذي طبع عام 1237م  وجوده في اليمن واستعماله كعلاج للكآبة والحزن (والكتاب منقول عن المخطوطة رقم 134 الموجودة بالمكتبة الوطنية في باريس) وتحدث المقريزي (1364 – 1442م) عن وجود القات في بلاد الصومال.
كما ذكر المؤلف روشيه دي هيريكورت أنه تم إدخال القات إلى اليمن من أثيوبيا في عام 1429م بينما تحدث شهاب الدين أحمد بن عبد القادر وهو من منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية من مواليد (1580م) في كتابه فتوح الحبشة عن استعمال القات في اليمن وأنه زرع على يد على بن عمر الشادلي عام 1424م،كما تشير بعض المصادر إلى أن القات دخل اليمن قبل الإسلام عندما غزى الأحباش اليمن.
وأول عالم نباتي أعطى وصفا للقات هو العالم السويدي بي فورسكال الذي دعاه  كاتاأديوليس ، وقد تم نشر وصفه بعد وفاته في الفلورا العربية المصرية وقد سمي النبات كاتا أديوليس فورسكال تخليداً لذكرى هذا العالم.
طريقة استخدام القات:
بعد قطف القات مباشرة يتم تحضير الفروع والسيقان الطرية على شكل حزم , وتغلف بإحكام بأوراق الموز وذلك من أجل حفظها بشكل طازج , وهذا الإجراء يعتبر مهماً وأساسياً حيث أن الأوراق القديمة والجافة تفقد جزءاً عظيماً من تأثيراتها المحتملة , بسبب كون بعض المركبات الرئيسية تخضع لتفاعل التفكك .
وفي بعض البلدان التي تنتشر فيها ظاهرة تعاطي القات تصبح هذه العادة نوعاً من العـرف الاجتماعي حيث تقام مجالس تعاطي القات في الحفلات , كما يجتمع الأصدقاء في هذه المجالس بعد العمل ، وتكون مثل هذه الحفلات للرجال فقط وهذا الأمر الأكثر شيوعاً , إلا أنه يصادف بعض الأحيان أن يشاهد حفلات مختلطة بزوجين أو أكثر من الرجال والنساء يجلسون مع بعضهم في مجالس تعاطي القات ( وهذا فيه ما فيه من محذورات شرعية ) أو يكون للنساء جلسة منفصلة في نفس الوقت .
وكمية القات المستعمل مختلفة عادة , وتعتمد على المستهلك , ومدة المناسبة التي يستعمل من أجلها ومعدل الكمية التي يستعملها الشخص الواحد تقريباً حزمة من القات ، تمضغ منها فقط الأوراق الطرية والسيقان السهلة المضغ, وهذا يقدر بأكثر من (50 غ ) في المادة الطازجة , تبلع العصارة مع اللعاب وأما البقايا فلا تبصق حالاً إنما تخزن (تجمع) في جانب أحد الخدين , ويبقى كذلك محفوظاً طوال مدة المضغ , ويسبب هذا التراكم بلا شك بروزاً مميزاً في خدود بعض المستهلكين, ويتم تناول كميات كبيرة
من السوائل ( شاي ، أو أشربة أخرى ) خلال مضغ القات , فالحاجة إلى السوائل تعود إلى أن بعض العناصر الفعالة في القات تحدث جفافاً في الفم .

الاهتمام الدولي والدراسات العلمية:
قبيل الحرب العالمية الثانية كانت كميات القات المستهلكة محدودة جداً. إلا أن عادة مضغ القات تطورت على أثر تطور المواصلات والحياة الحرة والمدنية , مما جعل مسألة مضغ القات وعواقبه غير المستحبة تتم مناقشتها عدة مرات في ندوات ومؤتمرات دولية ، فقد أدرجت منظمة الصحة العالمية القات عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة ، بعد ما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت 6 سنوات احتواء نبتة القات على مادتي نوربسيدو فيديرين والكاثين  المشابهتين في تأثيرهما للأمفيتامينات
دراسة القات كيميائياً:
أظهرت الدراسات الكيميائية أن أوراق القـات تحتوي عـلى عـدد كبير مـن المركبات مثل القلويدات - جلوكوزيدات  التربينات، العفصيات ، والمركبات الفلافونية وغيرها من المركبات .
هذا وقد تم عزل وتعيين أكثر من أربعين قلويداً في هذا النبات , والعديد منها ينتمي إلى مجموعة الكاثيديولين cathedulins ذات الوزن الجزئي المنخفض الذي يتراوح ما بين ( 600-1200) وأهم هذه المركبات هو المسمى الفينيل الكيل أمين phenylalkyl amines
أظهرت الدراسات الكيميائية أن أوراق القات تحتوي على عدد كبير من المركبات مثل القلويدات - جلوكوزيدات  التربينات، العفصيات ، والمركبات الفلافونية وغيرها من المركبات .
هذا وقد تم عزل وتعيين أكثر من أربعين قلويداً في هذا النبات , والعديد منها ينتمي إلى مجموعة الكاثيديولين cathedulins ذات الوزن الجزئي المنخفض الذي يتراوح ما بين ( 600-1200) وأهم هذه المركبات هو المسمى الفينيل الكيل أمين phenylalkyl amines.
وكذلك مركب القاتين cathine ,  الذي كان يعتبر حتى وقت متأخر هو العنصر الفعال الرئيسى الوحيد في القات.
إن المركب فينيل الكيل أمين phenylaIkyIomines الجديد لم يسبق الإشارة إلى وجوده بكميات وفيرة في الطبيعة , وقد عرف هذا المركب باسم القاتينون cathinone وهو أكثر قوة من القاتين cathine.
ويعتبر النوع الأحمر من القات هو النوع المرغوب من قبل المستعملين له لكونه يحتوي على مركب القاتينون cathinone بكميات كبيرة تفوق النوع الأبيض ، كما يجب أن يشار إلى أن أوراق القات الطازج لها قيمة مرتفعة , نظراً لاحتوائه على هذا المركب بكميات أكبر بالمقارنة مع المادة الجافة والقديمة، وبالإضافة إلى ذلك فإن الدراسات بينت وجود بعض المركبات الفلافونية التي تشمل كامفيرول kaempferol وكوارستينAuercetin ميرستين Myricetin في الأوراق الطازجة في القات.
والدراسة الأخيرة التي قام بها جلرت Gellert ومجموعته بينت وجود دي هيدروميرستين Dihydromyricetin  ومركب rhq,noside في الأوراق الخضراء ، ويمكن أن تكون هذه المركبات الفلافونية مسئولة عن بعض الخواص الدوائية للقات.



التأثيرات الدوائية:
جرت معظم الدراسة على مركبين من المركبات الفعالة في القات لمعرفة تأثيرهما الدوائي وهما القاتين cathineوالقاتينون cathinone  ويعزى التأثير المنبه المشابه للأمفيتامين بصورة مبدئية إلى القاتين ومع ذلك فإن هذا القول كان موضع نقاش على أثر تقارير علمية أوضحت أن الأوراق الطازجة تحتوي على مركب أكثر فعالية من القاتين لم يكن معروفاً عندها.
وقد بينت الدراسات الأخيرة أن القاتينون cathhinone هو المركب الرئيسي الفعال في الأوراق الطازجة والذي سرعان ما يتحول إلى القاتين cathine ، لأقل تأثير , ومن هذا المنطلق من المفيد مراعاة الملاحظات التي أبداها may ومجموعته حيث أوضحوا أن خميرة دوبامين- ب- هيدروكيلبز تساعد في تحويل القاتين إلى قاتينونcathi-none بإدخال المجموعة
الاسيتونية يتحول القاتين إلى قاتينون  وقد تم إنجاز ذلك فعلاً في المختبر ، وقد تكون هذه الخميرة هي المسئولة عن تحويل القاتين إلى قاتينون في الجسم , وقد يفسر هذا فعاليته الدوائية المماثلة للقاتينون , ويمكن أن يفسر التأخير في بدء التأثير ومدة التأثير الطويلة للقاتين بالمقارنة مع القاتينون الذي يملك قوة في التأثير أكثر بعشر مرات تقريبا عن القاتين والذي له تأثير فورى ومدة أقصر، وتبين أن كلا من القاتين والقاتينون يمتلك خواص مشابهة للأمفيتامين على السلوك , ودرجة الحرارة.

لقد أثبتت الدراسـات التي أجـريت على القات وما يحتويه من مركبات كيماوية تفوق الأربعين مركباً – كما أسلفنا – وكذلك الدراسات التي
أجريت على متعاطي القات, والمجتمعات الموجودة بها هذه الظاهرة وجود الكثير من المخاطر الصحية , والاجتماعية , والاقتصادية , وقبل ذلك الموانع الدينية ,كفيلة بأن يحذرها ويتحاشاها ويقلع عنها كل عـاقل
تصنيف القات ضمن المخدرات:-
هناك العديد من الدراسات التي جرت على مادة القات من أطباء وباحثين متخصصين في هذا المجال ، وكانت نتيجة هذه الدراسات احتواء نبتة القات على مادتي نوربيدوفيدرين ، والكاثين المشابهتين في تأثيرهما للأميفيتامينات.
وقد أدرجت منظمة الصحة العالمية القات في عام 1973م
ضمن قائمة المواد المخدرة بعدما أجرت مختبراتها أبحاثاً على مادة القات استغرقت 6 سنوات ، كما أن المؤتمر الإسلامي العربي أقر في دورته الخامسة عام 1969م بأن القات مخدر ومضغ أوراقه منبه وأنه يمدد حدقة العين ويهيج الجهاز العصبي والمركزي.
الأضرار الدينية لتعاطي القات:-
إن الدين الإسلامي حريص على سلامة الفرد والأسرة والمجتمع " لا ضرر ولا ضرار " أي لا تضر نفسك ولا تضر غيرك والشريعة الإسلامية جاءت للمحافظة على المصالح الضرورية للناس، وقد حصرها الشرعيون في خمس : الدين والنفس والعقل والعرض والمال.
ولا شك أن لتعاطي القات أضراراً بليغة على الدين وعلى الصحة والعقل والنفس والعرض والمال.
فكم من الليالي التي يقضيها المتعاطي في السهر ويهجر زوجته وأولاده لياليَ عديدة مما يتسبب في ضياع حقوق الزوجة والأولاد وتشردهم. ( ضرر على العرض والنسل )
وكم من مـبالغ يصرفها المتعاطي على القـات، وأسرته وأولاده بحاجـة إلى هذا المال.
( ضرر على المال)
وكم من واجبات دينية يتركها أو يهملها المتعاطي كتركه للصلاة أو تأخيرها عن وقتها، أو معصية للوالدين وعدم البر بهما، أو قطع لصلة الرحم، وكم من معـاصٍ يقترفها أثناء تعاطيه القات كالتدخين وكمشاهدة الأفلام الخليعة. (ضرر على الدين )
وكم هي الأمراض العضوية والنفسية التي تصيب المتعاطين للقات.( ضرر على النفس والعقل ) أليست هذه الأمور تلحق الضرر المباشر في الضرورات الخمس التي حرص الدين الإسلامي على الحفاظ عليها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟، وعن شبابه فيم أبلاه؟، وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟، وعن علمه ماذا عمل به؟
وقد صدرت في تعاطي القات فتوى مبنية على ما يلحقه القات من ضرر بالضرورات الخمس ومن تقصير في حقوق الوالدين ومن قطع لصلة الرحم، فله مضار صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية.



فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإ فتاء في تحريم القات :-
      فتوى رقم 2159 وتاريخ 25/10/1398هـ الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه – وبعد.. فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء على الاستفتاء المقدم لسماحة الرئيس العام من علي بن حسين الرشيدي وناصر بن محمد الأحمدي المحال من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم 1858/2 في 11/9/1398هـ مضمونه:( أن زراعة القات انتشر بشكل واسع في اليمن ويطلبان بيان حكم زراعته وبيعه وشرائه ) – وأجـابت اللجنة بما يلي:
"القات محرم ولا يجوز لمسلم أن يتعاطاه أكلاً وبيعاً وشراءً وغيره من أنواع التصرفات البشرية في الأموال المباحة، وقد صدر من سماحـة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله فتوى في تحريمه وبالله التوفيق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ،،،.
يرى المتعاطون للقات بأنه يمدهم بنشاط ذهني وعضلي ويتوهمون بأن له فوائد صحية , بينما يجزم الأطباء والمختصون عكس ذلك تماما . فقد أجرى الخبراء تجارب على الفئران لمعرفة تأثير المواد الكيميائية الموجودة في القات فوجدوها تعيش حالة من المرح الصاخب لمدة 24 ساعة عقب تناول الجرعة , ثم تعقبها حالة من الخمول  . فاستدلوا على أن المواد الكميائية هذه تشبه الأمفيتامينات في عملها حيث تعمل على تحفيز الخلايا العصبية مما يقلل الشعور بالتعب والإجهاد في الساعات الأولى للتعاطي ثم يعقب ذلك شعور بالكسل  والقلق والإكتئاب .

ويتسبب القات والإدمان عليه في عديد من الأمراض الجسدية والنفسية  .
·  أثره على الجهاز الهضمي:-
يعاني مدمنو القات من تقرحات مزمنة في الفم واللثة واللسان , مما يعد سبباً من أسباب انبعاث رائحة الفم الكريهة، كما أن إدمان القات يؤدي إلى إرتخاء اللثة مما ينتج عنه ضعف في اللثة والأسنان كذلك.
و القات مسبب رئيسي في عمليات عسر الهضم و فقدان الشهية و الإمساك مما يؤدي إلى مرض البواسير و سوء التغذية ولعل هذا ما يفسر الهزال وضعف البنية لدى غالبية المتعاطين
·  أثره على القلب والجهاز الدروي :-
إن المواد الكيميائية في نبتة القات تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وتضيق في الأوعية الدموية مما يرفع ضغط الدم عند المصابين بالضغط ويجعل من الصعب على علاجات ضغط الدم أن تعمل على تخفيض الضغط , بالإضافة إلى أن هذه المواد تجعل الشخص السليم أكثر عرضة للإصابة بضغط الدم .

·  أثره على الجهاز البولي والتناسلي  :-
القات سبب رئيسي في صعوبة التبول والإفرازات المنوية الغير إرادية بعد التبول وفي أثناء المضغ وذلك لتأثير القات عل البروستات والحويصلة المنوية وما يحدثه مـن احـتقان وتقلص فيساعد على تضخم البروستات ويؤدي ذلك كله إلى الضعف الجنسي.
·  تأثيره العصبي والنفسي :-
يمتاز متعاطي القات بحدة الطبع والعصبية بعد إنقضاء فترة النشاط الكاذب كما يميل متعاطي القات للكسل الذهني بعد ساعات من التعاطي ثم سرعان ما يبدأ شعور بالقلق المصحوب بالإكتئاب والنوم المتقطع .

·  القات والسرطان  :-
لاحظ الأطباء إرتباطاً بين ازدياد حالات سرطانات الفم والفك وبين إدمان القات خاصة في السنوات الأخيرة إذ انتشرت عمليات استخدام مواد كيميائية غير مسموح بها عالميا ترش عليه أثناء زراعته . بالإضافة إلى عملية التخريش للفم أثناء عملية التخزين والتي تؤدي إلى تغيرات في بطانة الفم مما يساعد في حدوث السرطان.
·  القات و السكري :-
ثبت علميا أن إدمان القات يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم مما يجعل متعاطيه أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري , كما أن المصاب بالسكري لا يستفيد كثيرا من علاج الإنسولين إذا كان من متعاطي القات.
الأضرار الاقتصادية لتعاطي القات :-
إن دراسة العواقب الاقتصادية من جراء استعمال القات تشير إلى أنها تساهم في عدم التماسك العائلي بسبب النزيف المالي للموارد العائلية, والذي ينعكس على مستوى العائلة الصحي والتعليمي, حيث يفقد المستهلك الرغبة في العمـل, وتنخفض إنتاجيته, وتتعطل قـواه العقلية، ويفقده التعاطي الاهتمام بأسرته, و عدم مقدرته على تأمين احتياجاتهم من المال بسبب الإدمان والحاجة المستمرة للمال, فتزداد تكاليف الضمان الاجتماعي ونفقات الرعاية الصحية في المناطق والدول المنتشر بها آفة تعاطي القات.
كما أن الدول المستوردة للقات قد تعاني عجزاً اقتصادياً خطيراً في ميزانيتها نتيجة دفعها جزءاً كبيراً من دخلها القومي لاستيراد القات, كان يمكن توفيره لمجالات تعود بالنفع على مواطنيها وتزيد من رفاهيتهم.
أما في الدول التي تنتشر فيها زراعة القات , فتشير الدراسات التي تمت بها , إلى أن القـات يستنـزف كميات كبيرة من المياه قد تكون البلاد في أمس الحاجة لها, كما هو الحال في اليمن على سبيل المثال, حيث يستهلك القات نصف الكمية المخصصة لمدينة صنعاء من المياه, مما يعرض مواردها المائية للنضوب, والمدينة للعطش.
كما أن الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالقات, مثل عمليات زراعته وتسويقه واستهلاكه تعتبر أنشطة ضارة باقتصاد البلد, حيث كان بالإمكان توجيهها إلى بدائل مفيدة منتجة ترفع من الدخل القومي, وتساهم في نمو الناتج القومي, كالزراعات المفيدة التي تحل محل الزراعات المخصصة للقات, بدل استيرادها, فارتفاع الدخل والناتج القومي ينعكس على رفاهية المواطنين , وانخفاضه يؤدي إلى انتشار الفقر والبطالة والجرائم الاقتصادية و يمكن إيجاز بعض المخاطر الاقتصادية للقات في المظاهر التالية
البطالة:
   تنتشر البطالة بين مزارعي القات ومروجيه اعتماداً على ما يدره القات من أموال طائلة على حساب صحة وأسرة المستهلك ، وبالتالي إفساد المجتمع ، ولا هم لمزارعي القات سوى البحث عن متعهم وجلساتهم المكلفة لتخزين القات ( التي تختلف تماماً عن جلسات المستهلكين الضعفاء ) والاهتمام بامتلاء جيوبهم دون كد أو عرق ، غير مبالين بحل كسبهم أو حرمته
انخفاض ساعات العمل ورداءة الإنتاج:-
     نظراً للآثار الضارة المترتبة على مضغ وتخزين القات نجد المدمنين لا يذهبون إلى أعمالهم إلا متأخرين بسبب السهر في جلسات تخزين القات، كما أن الفتور والخمول الملازم لهم بسبب تعاطي القات يجعل إنتاجيتهم في العمل منخفضة, بسبب مزاجهم غير المعتدل, وفتورهم المضني, وشعورهم بالكآبة، إضافة إلى الوقت الذي يهدرونه في تعاطي القات دون التفكير في مشاريع تزيد من دخلهم.
انتشار الـفـقـر :-
يسبب تعاطي القات ارتباكات مالية في الأسر التي بها أفراد مدمنون ينفقون على تعاطي القات جزءاً غير قليل من دخلهم ، وقد يستدين بعضهم , وما أن يسدد إلا ويستدين مرة أخرى , مما يجعله في حالة فقر مستمر, مما يحثهم على ارتكاب الجرائم لتغطية النفقات الضرورية، وبعض المدمنين قد يزيد دخله الشهري عن عشرة آلاف ريال ولا يأتي نصف الشهر إلاّ وهو صفر اليدين من جراء الإنفاق على جلسات القات.وبعبارة أخرى يمكننا القول أن تعاطي القات يؤدي إلى التقليل من دخل الفرد بسبب الإنفاق المستمر عليه , وبسبب الوقت المهدر فيه , وبالتالي يؤثر على الدخل القومي الذي هو مجموع دخل الأفراد
الأضرار الاجتماعية لتعاطي القات :-
إن لتعاطي القات أضراراً اجتماعية عديدة تتمثل في نشوء استعدادات غير طبيعية تساعد على الانحراف إلى الإجرام وذلك نتيجة الانعكاسات النفسية المترتبة على التعاطي، كما قد يؤدي إلى تقبل السلوك الانحرافي الإجرامي و الشعور بالأنانية وضعف الإحساس بالواجب الاجتماعي وبالتالي اختفاء الولاء للأسرة والوطن مما قد يؤدي إلى تأثر الحياة الاجتماعية وإلى التفكك الأسري، كما يلعب القات دوراً كبيراً في حدوث البطالة المؤدية إلى الفقر الذي يجر إلى ارتكاب السرقة، والجرائم المخلة بالشرف والمروءة، خاصة في غياب الوازع الديني القوي لهذه الفئة من الناس، وتكون نتائجه عدم الاستقرار الأسري وفقدان الأمن الاجتماعي، ويمكن إيضاح الأضرار الاجتماعية في النقاط التالية:
1- التفكك الأسري:-
إن الإنفاق على شراء القات يمثل عبئاً اقتصادياً على ميزانية الأسرة , حيث ينفق المدمن على القات جزءاً كبيراً من دخله ، مما يؤثر على الحالة المعيشية من الناحية السكنية والغذائية والصحية والتعليمية، وبالتالي يحدث التوتر والشقاق والخلافات الأسرية، نتيجة عدم تلبية رب الأسرة لمطالبها الضرورية, لضيق ذات اليد بسبب إنفاقه على شراء القات وتعاطيه.
2- انحراف الأحداث وسوء تنشئتهم:-
يقدم المدمن للقات نموذجاً سيئاً من السلوك لأبنائه , حيث يتركهم يعانون الحرمان والحاجة , بسبب انشغاله بنفسه , واهتمامه بتأمين ما يحتاجه هو من أجل تعاطيه القات، فيحس الأبناء بالنقص تجاه أقرانهم الذين يجدون الملبس الجديد ويتنـزهون مع أسرهم، ويحرمون أيضاً من الدورات  التعليمية، أو المشاركات في الأندية الرياضية  بسبب عدم توفر المبالغ المالية، أو بسبب ضياع وقت آبائهم في مجالس القات، وعدم تخصيصهم جزءاً من الوقت للترويح عن أبنائهم، فيفقد الأبناء الثقة في أنفسهم، ويزرع الحقد في صدورهم بسبب الحرمان الذي يعيشونه مقارنة مع غيرهم، مما يدفع الأبناء إلى سلوكيات غير سوية, وعدم تحمل
للمسؤولية, وقد يحترفون السرقة , ويتعاطون القات وغيره من المخدرات، كما أن الأبناء يقتدون بآبائهم فإذا انتشرت هذه العادة بين الأجيال المتعاقبة سيكون لدينا في المستقبل مجتمع متهالك تسوده الفوضى ولا يقوم بواجباته وخدمة نفسه.
3- العزوف عن الـزواج:-
الشباب الذين أدمنوا القات وهم من الطبقات المتوسطة أو الفقيرة ، لا يستطيعون الوفاء بمستلزمات وتكاليف الزواج، إذ أن دخل الواحد منهم يستهلك في الإنفاق عـلى شراء القات الذي يجد في مجالسه نشوة القات ويرى أنها قد تغنى عن الزواج الذي يعجز عن تكاليفه، وقد لا يجد يد العون من والده أو إخوته إذا كانوا من مدمني القات، كما أنه قد لا يوفـق في إيجاد شريكة حياته والتي قد ترفضه بسبب إدمانه على تعاطي القات
4- الفساد الاجتماعي:-
يؤدي تعاطي القات إلى مفاسد اجتماعية , بسبب ما تكلفه هذه العادة السيئة من أموال تجبر المستهلك على كسب المزيد من المال ليرضي رغبته، والغاية عنده تبرر الوسيلة ، فلا مانع من استغلال مركزه الوظيفي في الحصول على الرشوة , وتقديم الخدمة لمن لا يستحقها , مقابل مبلغ من المال أو دعوة إلى مجلس قات مقابل هذه الخدمة التي تقدم لمن قد لا يستحقها.
كما أن الفساد الاجتماعي الناجم عن القات قد يتجاوز الطبقة الصغيرة من الموظفين إلى طبقات أعلى يمكنها التعاطف مع المهربين والمروجين، كما أن انتشار ظاهرة تعاطي القات بين المثقفين في المجتمع قد توجد لدى ضعفاء النفوس تبريراً لأن يقوموا بعملية التهريب والترويج.



أضرا تعاطي القات النفسية :-
     مما لاشك فيه أن القلق يعتبر سمة العصر الحديث وذلك لما تعانيه البشرية من ضغوط وتغيرات في أساليب الحياة ولما وصلت إليه البشرية من تقدم تكنولوجي له فوائده الإيجابية علي الحياة العامة وكذلك له سلبياته على التركيبة النفسية لدى البشر مما ينتج عنه ظهور بعض الاضطرابات النفسية، ويعتبر القلق من أهم السمات الشخصية التي تظهر على البشر من وقت إلى آخر، ولكن هناك عوامل باعثة على ظهور هذه السمة، منها تعاطي القات فهو عامل من العوامل الباعثة علي ظهور القلق لدى المتعاطي له، ولذا نجد أن الإنسان هو السبب في ظهور هذه السمة لديه بمظهر إيجابي نتيجة استخدامه لهذه الشجرة وهذا ما أثبتته الدراسات والبحوث العلمية .
هل استخدام القات يسبب القلق لدى الإنسان ؟
يعتبر استخدام القات من أهم مصادر القلق لدى المستخدمين له مما يترتب على ذلك عدم الاستقرار النفسي لدى المستخدمين وتعرضهم للاضطرابات النفسية
أكثر من غيرهم .
وإن ظهور القلق لدى متعاطي القات سوف يقوده إلي اضطرابات نفسية أخري تستدعي العلاج النفسي.
وتتمثل تأثيرات المادة المنبهة من مضغ القات فيما ما يلي :
1.    الانتعاش الموقت.
2.    زيادة اليقظة.
3.    زيادة النشاط.
4.    الهيجان.
5.    الأرق.
6.    حب الاعتداء.
7.    شبه الجنون في التصرفات.
8.    الشعور بالتراخي ورغبة في النوم.
وهذه التأثيرات تتفاوت من شخص لآخر متأثرة بعوامل عديدة.
ويمكن تحليل الحالة النفسية لمتعاطي القات علي النحو التالي :
1-  حالة التنبه وهي تبدأ بعد تناول القات بفترة من 15-20 دقيقة حيث يشعر المتعاطي بالقوة والنشاط وزوال التعب والإرهاق كذلك بالراحة والنشاط الفكري والقدرة على الكلام والشعور بالانسجام مع الآخرين
2-  حالة الكيف وهي تبدأ بعد مرور ساعة ونصف ويشعر المتعاطي براحة نفسية وعصبية تنقله إلي عالم الخيال لفترة من الوقت ولهذا يكثر الكلام في هذه الفترة والحل الخيالي لأي مشكلة.
3-  حالة القلق النفسي وهي تمثل آخر مرحلة حيث تبدأ عملية إخراج المخزون من القات من فم المتعاطي وهنا يلاحظ شعور المتعاطي بالقلق النفسي والشرود الذهني ولا شك أن هذه الحالات تختلف من شخص لآخر حسب السن وتاريخ التعاطي كذلك نوع القات نفسه وحالة الإدمان.
وفيما يلي العديد من الدراسات التي أجريت على تعاطي القات ونتائجها:-
-  لقد أوضحت نتائج الدراسات التجريبية على القات في السعودية أن للمستخلص الايثانولى أثراً ملموسا في تنبيه الجهاز العصبي المركزي وارتفاع طفيف في درجة الحرارة وزيادة في ضغط الدم الشرياني ومعدل وشدة ضربات

القلب ازدياد الحس المرهف نتيجة الاستجابة للتولازولين هيدرو كالوريد مما يشير إلى حدوث نشاط سمبثاوى بواسطة مستخلص القات كذلك فإن انبساط العضلات الملساء للأمعاء وتثبيط الانقباضات الناتجة عن تأثير الاسيتايل كولين وهذا يؤكد التأثير السمبثاوى للقات . كما أوضحت الدراسات على العضلات الإرادية المعزولة توافقاً عصبياً عقلياً بسيطاً نتيجة للقات وقد تكون الزيادة المبدئية في النشاط العضلي الملاحظ في الأشخاص نتيجة لسيادة التنبيه العصبي المركزي .
- دراسة هالباخ ( 1972م ) والتي تمثلت نتائجها في أن السيلان المنوي شكوى عامة عند ماضغي القات وهذا يفسر تأثير الكاثينون علي الوعاء الناقل له فيؤدى إلي
انقباضه أما التقلب الجنسي فهي حالة تنتج عن تغيرات نفسية وظيفية لدى المستخدم فيكون هناك في البداية ازدياد في النشاط الجنسي غالباً نفسي المنشأ ثم اختلال و هبوط في النشاط الجنسي.
- دراسة جامعة الدول العربية (1983م) بهدف التعرف وتحديد الآثار الصحية والنفسية لتخزين القات على عينة عشوائية مؤلفة من (221) من كلا الجنسين في  الجمهورية اليمنية. اتـضح من نتائج الدراسة أن لتعاطي القات أثاراً على الفرد من الناحية النفسية والصحية.
- دراسة جامعة مقديشو (1983م) بهدف معرفة ما إذا كان القات يحدث تغيراً في الناحية الفسيولوجية والعصبية وهل له تأثير متشابه لتأثير الامفيتامين علي عينة تجربيه مؤلفة من مجموعة من الأفراد الذكور وكانت نتائج الدراسة أن للقات أثراً على الناحتين الفسيولوجية والعصبية وله تأثير شبيه بتأثير الأمفيتامين
- دراسة جون كنيدى وآخرون (1983م) وكانت تهدف إلى تقييم التأثيرات الرئيسية لعقار القات ومشكلة الإدمان على عينة عشوائية من الذكور في الجمهورية  اليمنية وكانت نتائج الدراسة أن هناك آثاراً سلبية مترتبة على تعاطي القات من الناحتين النفسية والفسيولوجية وأن تعاطيه يسبب انقياداً نفسياً وليس انقياداً  فسيولوجياً .
- دراسة جورج وكوكسون في إنجلترا (1984م) التي كانت نتائجها أن القات يسبب مرض التشويش النفسي كشكل من أشكال انفصام الشخصية .
- دراسة عبد الله عسكر وكمال أبو شهده ( 1993م) بهدف معرفة تأثير القات على الناحية الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية وقد كانت عينة الدراسة من محافظة صنعاء من الذكور بلغت (148) فرداً وقد أثبتت الدراسة أن تعاطي القات له أثار .
سلبية على الفرد من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية .
-         دراسة جيجر واد وآخرون (1994م) وكانت تهدف إلى معرفة ما إذا كانت هناك
-   أعراض ذهانية تنتج عن تعاطي القات على بعض الحالات المرضية في مستشفي هيث هيرتون في استراليا ومن خلال الفحوصات الإكلينيكية ثبت أن هناك ذهاناً ينتج عن تعاطي القات يشبه الذهان الناتج عن تعاطي الامفيتامين وذهان البرانويا.
- ثبت بالبحث العلمي (1999م) أن تخزين القات يبطي من حركة الأمعاء مما يسبب الإمساك .
- دراسة عريشي (1423) وكانت تهدف إلى معرفة ظهور سمة القلق لدى المستخدمين للقات وأثره على  الصحة النفسية وبلغت عينة الدراسة 60 شخصاً منهم 30 مستخدمون للقات و30 غير مستخدمين تراوحت أعمارهم بين 22-56سنة.
وقد استخدم مقياس تايلور لقياس القلق الصريح وقد أثبتت الدراسة أن للقات أثراً علي الصحة النفسية وأن فئة المستخدمين للقات أكثر قلقاً من غير المستخدمين وأنهم يقعون في فئة الاضطراب النفسي، وتوصل إلى أن للقات أثراً على التركيبة النفسية لدى المستخدم ويكون هذا الأثر بسبب ما يلي :
1-              عدم استقرار النوم لدى المستخدم .
2-   الإسراف في أحلام اليقظة من قبل المستخدم .

3-   تداعي الأفكار وتلاشيها بعد عملية الاستخدام .
4- الارتياح النفسي أثناء الاستخدام وضموره بعد الاستخدام .
5-   ظهور علامات عدم الاستقرار النفسي والجسمي بعد عملية الاستخدام .
6-   التحيز للأفكار الذاتية وعدم إعطاء فرصة للآخرين أو قبول أفكارهم..
7-   ظهور علامات الهستيريا السمعية والبصرية على بعض المستخدمين بعد نهاية
عملية الاستخدام .
8-              مراجعة العيادات النفسية لغالبية المستخدمين من وقت إلى آخر .
9-   ظهور اضطرابات المعدة مما ينتج عنها عدم الاستقرار النفسي والجسمي.
10- الشعور بالعظمة أثناء عملية الاستخدام وخصوصاً في بداية الاستخدام.
11- عدم الاستقرار أو الاتزان الحركي للمستخدم وخصوصاً في منطقة الأطراف والفم.
12- جحوظ العينين وقلة اللعاب بعد عملية الاستخدام والتي تصاحب المستخدم فترة زمنية مؤقتة.
13- إهمال كل متطلبات الحياة أثناء الاستخدام .
هذه هي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة والتي تدل علي ظهور سمة القلق لدى المستخدم للقات أكثر من غيره .
نلاحظ من الدراسات التي سبق ذكرها والتي تناولت القات وأثبتت أن استخدام  القات له أثر من الناحية النفسية للمستخدم ،أثبتت أن استخدام القات له أثر علي   الصحة النفسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق