الخميس، 4 نوفمبر 2010

دمى المضاجعة بديل للشراكة الجنسية


يوران يانسن يقيم علاقة عاطفية مع صديقة جميلة، مثيرة وهادئة، تلبي له إحتياجاته الجنسية بعيدًا عن الخداع والخيانة، بعد أن اتعبته العلاقات الفاشلة مع النساء، وإرتباط الفتيات اللواتي أحبهن بأكثر من رجل. وهذه الصديقة الجديدة والوادعة هي دمية بلاستيكية، لكنها إمراة حقيقية كما يراها ( يانسن )، لاسيما مفاتنها التي برزت مثل إمرأة ناهد، وشفاه حمراء وأعضاء حساسة مثيرة وحقيقية الى حد كبير.

وعلى الرغم من أن التخمة الجنسية في الغرب ادت الى ما يمكن تسميته بـ "الصخب او الفوضى الجنسية"، فإن الشباب الاوروبي يهرب من المتعة المبتذلة المعجونة بإنعدام القيم وتخلخل ميزان الاخلاق.
ويحصي ( كيس روب ) عدد النساء اللواتي ضاجعهن، ليقترب العدد من العشرين، وهو لما يزل في الثلاثين، ويروي روب لـ (إيلاف) ان مضاجعته لهذا العدد من النساء لم يأت عابرًا أو خلسة، فقد أقام معهن علاقات صداقة وحب انتهت كلها الى الفشل. ويتذكر (روب) ان اول فتاة ضاجعها حين كان فتى في الثانية عشر من العمر.

دمية وكلب وفي
ويتأمل (روب) سنوات عمره الحافلة بالنساء والمتعة لكنه يخشى مستقبلاً مجهولاً في قدرته على تاسيس اسرة تسودها الثقة والحميمية والعلاقة الزوجية المتوازنة، لاسيما أن فشل الكثير من اصدقائه في علاقاتهم النسائية يجعله يفكر في اعتزال الزواج وانجاب الاطفال.

ويقول ( روب ) ان قلقًا داخليًا يجعلني انظر الى المرأة على انها رفيقة ( ديسكو ) فحسب. ويضيف: أفكر جديًا في إعتزال النساء، ذلك أن المتعة يمكن ان توفرها دمية ناعمة وفيلم وكلب وفي.

وبينما يعبر (روب ) عن يأسه، تنتاب (كم) وهي فتاة في الخامسة والعشرين، هواجس مقلقة من نزوع ذكوري جماعي نحو النظر الى المرأة على انها بضاعة جنسية فحسب، فليس ثمة نزوع لعلاقة عاطفية صادقة وهدف لاقامة مؤسسة زواج متينة، و الادهى من ذلك ان تلك العلاقات العابرة غالبًا ما تؤدي الى انجاب اطفال، سرعان ما يجدون طريقهم الى رعاية الحكومة لعجز الزوجين عن الاستمرار في علاقة كان غرضها الاول اشباع الغريزة الجنسية فحسب.

ولهذه الاسباب اختارت (كم ) اعتزال البيت على ان تسد حاجتها الجنسية عبر اعضاء جنسية اصطناعية ودمية ذكرية.

وفي هولندا والمانيا تزداد اعداد دمى المضاجعة التي تطورت تقنياتها لتحاكي الواقع الى حد كبير جدًا، وغالبًا ما تباع هذه الدمى في محلات مستلزمات الجنس ويكون حجمها بحجم الانسان الطبيعي، وهي مزودة بتقنيات تحاكي الولوج الحقيقي في توفير الحركة الاهتزازية والحرارة وسوائل الترطيب ومضخات القذف واصوات تبعث على الحميمية.

والمواد المستخدمة في تصنيع الدمى مرنة لاستيعاب أي قضيب من أي حجم. وتكون عاده من المطاط او الكلوريد متعدد الفينيل او فوتوروتيتش.

وفتحات الولوج ( ثلاثة وليس أثنين من ضمنها الفم ) تتطلب رعايه خاصة لتجنب تراكم البكتيريا فيها، و توصي الجهات الصحية بأرتداء الواقي اثناء الاستخدام.

والجدير بالذكر ان استخدام الدمى للاغراض الجنسية شاع في اوربا واليابان ابان الحرب العالمية الثانية لتوفير المتعة للجنود الذي يقضون اوقاتا طويلة بعيدين عن زوجاتهم.

وكان البعض يضع صورة زوجته على وجه الدمية لمحاكاة خياله الواقع، كما استخدمها البحارة الاوربيون والاسبان خلال سفراتهم البحرية الطويلة عبر المحيطات، فكانوا يضعون موادا مطاطية وطينية في صندوق محكم الغلق، يحتوي ثقوبا للولوج، وكانت ثمة قواعد صارمة توضع لممارسة الجنس خلال الرحلات الطويلة. ولا شك في أن هذه الفكرة حلّت الكثير من مشاكل الابتعاد عن الناس والمجتمع.

الثورة الجنسية
ويرى ( روب ) ان الثورة الجنسية في الغرب كان لها ظاهرة سلبية تمثلت في انتشار الشذوذ الجنسي بكل انواعه، ففي ألمانيا اتجهت ظاهرة الشذوذ من الوسط الشعبي إلى الوسط السياسي، وتفشى الشذوذ بين الوزراء، والنواب، والقادة الحزبيين، والمسؤولين في الدوائر الحكومية، بعد أن كانت في العهد النازي جرمًا عقوبته الإعدام، والتعذيب، والتشهير الاجتماعي.

ويرى ( روب) ان الدمى في كل الاحوال افضل من الشذوذ.
لكن هناك تناقضًا غريبًا هذا الذي يحصل في اوروبا، فبينما تنتشر اماكن الدعارة، وتتوفر الحرية الجنسية، وتتسع ظاهرة تهريب النساء من اوروبا الشرقية للعمل كمومسات، يعزف الكثير من الشباب عن النساء، وكأن ما يحدث معادلة صعبة الحل.

لكن ما الذي يجعل شابًا ولا سيما يستبدل الجنس اللطيف بالدمية؟
سؤال يجيب عنه ( ستيفن ) صاحب محل منتجات الجنس في مدينة كريفيلد بألمانيا حيث يبيع من الدمى حوالى 1000 دمية شهريًا، ويتراوح سعر الواحدة 400 - 1000 إيرو.

يرى ( ستيفن) أن ثمة سببين: الاول هو الرغبة في تجربة المثير وامتلاك التقنية الجديدة شانها في ذلك شان الافلام الجنسية ومستلزمات الجنس الاخرى، كما يشتريها بعضهم كقيمة جمالية، يحتفظ بها في البيت. والسبب الاخر هو ممارسة الجنس بعيدا عن الشراكة مع رجل او امراة، وهي ظاهرة تنتشر اليوم في اوربا، ويمكن تعليلها على انها رغبة في ممارسة الجنس الانفرادي والعزوف عن الجنس الاخر، شانها في ذلك شأن العادة السرية او رؤية الافلام الجنسية.

وفي أمستردام تقفز أمامك اعلانات لدمى (سكس) مثيرة، ويقول الاعلان الاول: انها دمية ناعمة بثلاث فتحات تحيط بالقضيب كحلقات من الدفء. لكنك تضطر لقراءة اعلان اخر يعرض عليك صورة دمية اسمها (لينا) ويدعوك إلى صداقتها لانها امراة لن تخونك أبدًا وتستجيب لكل رغباتك.
ويبدو أن الذكاء الصناعي يبلغ اليوم من التطور ليشمل العاطفة والعلاقات الانسانية، او العلاقات (الانسا- شيئية ).

مستقبل الجنس الاصطناعي
ان خبراء من جامعة ماستريخت بهولندا يتنبأون بشيوع ممارسة الجنس مع الروبوت، في المستقبل القريب، وستبدا الشركات بانتاج روبوتات ذكرية وانثوية توفر جماعا حقيقيا، ويتوقع الخبراء أن يُقبل العديد من الناس على هذا الأمر.

ويمكن تصنيف الدمية التي تباع اليوم على انها روبوتات مصممة لمنح ممارسة جنسية مثالية. فالدمية الروبوت تحضنك بذراعيها وتقبلك وتلامس اعضاءك الحساسة وتهمس باذنيك، وتشاركك الفراش وتتفاعل معك جسديا وعاطفيا.

أن نقل العلاقات العاطفية الانسانية مع شركاء اصطناعيين، هي الحقيقة القادمة، وسوف تكون متوفرة بكثرة في السنوات القادمة كما تدل المؤشرات الاوربية، وربما توجب على الانسان الاستعداد للزواج من الروبوت.

و( ماكس وليم ) يضاجع صديقته الاصطناعية اسبوعيا، ويرى انها صديقة وفية ودافئة، و( ماكس ) هذا يستغني اليوم عن علاقاته العاطفية مع فتيات كثيرات، ويرى انه سعيد اليوم بامتلاكه صديقة بلاستيكية، لكنه يأمل في إقتناء جيل متطور من الدمى، يشاركه حياته وفراشه.

على ان هناك دمى على شاكلة فنانات مشهورات مثل مارلين مونرو وصوفيا لورين وقد صممت طبق الاصل عن الفنانات المشهورات حتى في حجم اعضاءهن الحساسة.

وتأمل شركات اوربية في تصدير هذه البضاعة الذكية الى البلاد العربية وافريقيا وجنوب شرق اسيا.

ولا شك في ان تصدير بضاعة من هذا النوع من بلدان التخمة الجنسية اي اوروبا الى بلدان الجوع والحرمان الجنسيين سيكون له مظاهر اجتماعية وتداعيات دينية، منها جواز استخدام الدمى في المضاجعة من عدمه، وقدرة اصحاب الدخل المحدود في امتلاك دمية باسعار باهضة، وهل ستصبح تجارتها سرية شان تجارة الجنس ومستلزماته في البلاد العربية.

وتعتذر ( ريت فان فين) عن الالم الذي سببته لصديقها (جين ) حين قررت التخلي عنه واعتزال العلاقة مع الرجال، بعد أن ذاقت الامرين من خيانة الرجال كما تقول. واشترت ( ريت ) في الصيف الماضي دمية ذكرية تبادلها العواطف، لاشباع رغبتها الجنسية. ودمية ( ريت) تصطحبها معها في سفراتها بعد أن تفرغها من الهواء، وتحتوي على تنقيات متقدمة في الحركة والافراز والترطيب.

دمية عربية.. من الخيال
على أن مايحدث اليوم في اوربا والعالم، هو نبوءة غير متوقعة كما يرى (عماد أشرف ) الباحث الاجتماعي المصري، لان المفترض ان الشعوب التي تعاني الحرمان الجنسي هي التي تبتكر ما يشبع نهمها، لكن الذي يحصل أن دول التخمة الجنسية هي التي تبتكر وتصدر من جديد، ويرى أن الجوع الجنسي العربي هو جوع غبي، بلا أنياب لا يستطيع أن يبتكر أو يجاهر بحاجته.
ويأمل ( س. مراد) وهو شاب مغربي في الحصول على دمية عشيقة يمارس الجنس معها، فطيلة ثلاث عقود لم يمارس ( مراد ) الجنس الحقيقي مع امرأة، كما لم يستطع الاقتران برفيقة بسبب كلفة الزواج العالية.

وبحسب ( أشرف ) فإن الدول العربية تلجم أفواه الجوع الجنسي عبر وضع العراقيل والقوانين القمعية، فيلجأ الشباب الى خيارات الاغتصاب والتحرش والدعارة السرية بدلاً من اتاحة المجال لحرية جنسية تتناسب والعادات والتقاليد، ذلك أن كل مغالاة تسبب الضرر في تحليل الجنس وتحريمه على حد سواء.

ويرى ( أشرف ) أن الشاب العربي يستعيض عن الدمية الحقيقية، بدمية (من الخيال) يبتكرها في رأسه يفرغ فيها قهره الجنسي عبر (العادة السرية) التي تنتشر اليوم بكثرة بين الشباب العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق